السبت، 21 مايو 2016

هل مثقفينا "عُراة"؟!


الصورة أقرب مما تبدو في المِرآة، فما تعكسه للناس مشاهد "مُلمعة" و"مُنمقة" و"مُرقعة"، والحقيقة "مُرة" كمرارة القهوة التي يترشفها مثقفينا في ستار بوكس، المشهد الثقافي ليس كما يبدو، إنه متشظي مثل شظايا زجاجات المشروبات الغازية المكسرة على الإسفلت، تكسر بعضها البعض وتُدمي أقدام المارة، أو مثل ما تقول العرب "فخار يكّسر بعضه".

لن أخوض في تفاصيل كثيرة خشيت أن اسيئ لأحدهم، لكن سأعرض أمثلة عامة ومعروفة عند الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي، وأول ما يُؤخذ على مثقفينا أن "شهوة الانتفاع" المادي حاضرة وبقوة لدى بعضهم، وعند الحديث عن الانتفاع فلا بد من ذكر الدكتور الذي حصل على مبالغ كبيرة جداً قاربت المليون ريال بعد تعهده بإنتاج عمل فني لا يضاهيه عمل!، فحصل على ما أراد، وأنتج بعض الأعمال الفنية والتي انتفع منها مرة أخرى بعدما أصرّ على التلفزيون شراءها بمبالغ كبيرة جداً، وبعد ما "خلصن فلوسه"، تلوّن موقفه وطالب بالمزيد، ثم طالب بـ"منصب"، وحين لم يحصل على ما كان يطمح، زعل وتلون للمرة الألف ليتحول إلى جيفارا.

أذكر هذا كمثال واحد من عشرات الأمثلة، وحتما لا أقصد الإساءة رغم أني احتفظ بعلاقتي الشخصية الجيدة مع المقصود هنا ومع غيره، لكن الحق يُقال، بأن المشهد الثقافي العماني مليء بعلاقات المصالح الشخصية، فلا تغرك المثالية التي يحاول البعض أن يلبس عباءتها.

وحتى الأوضاع الاجتماعية بين المثقفين انفسهم "متكهربة" و"حساسة" بدرجة تصل لحد الشماتة، فكيف لمثقف يطالب برفع سقف حرية التعبير وتقبل الآخر والحقوق الإنسانية والديموقراطية وغيرها، في حين يخوّن زملائه في أول اختبار له بعدما خسرت قائمته في انتخابات جمعية الكتاب والأدباء!!.

ومن المشاهد المتكررة التي عاصرتها مع أصدقاء القهوة، حينما شارك "فلان" في أمسية وطنية بمناسبة العيد الوطني، نعته أصدقاءه بـ"المطبل"، لأنه كان يتوشح بالعلم!!.

ومن الأمور المضحكة والطريفة مع مثقفينا، تجدهم يتحلقون على طاولة ستار بوكس تحسبهم صفاً، ولأن الواي فاي مجانا ينتهز فلان وعلان الفرصة ليهاجموا فلان الثاني بمعرفات وأسماء وهمية، ويدافع عنه بمعرفه الذي يحمل اسمه الحقيقي!! كما أفعل أنا الآن هههههه.

وهناك أمور كثيرة قد نصفها بالعجيبة والغريبة، هذا فضلاً عن الصراع الشرس حول الظفر بالحِسان، ولولا "الحشم" و"العيش والملح" و"شاي الكرك والقهوة" لذكرت تفاصيل من واقعنا الثقافي البائس لحد "التعريّ"، وهو جواب العنوان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق