السبت، 30 أبريل 2016

#افكار_لتقليل_الانفاق_الشخصي


بحكم عملي في مركز إحصائي خليجي استطيع أن أقول بأن ( 70%)* من المجتمع الخليجي بما فيه العماني؛ لديه "إشكالية" في ترتيب الأولويات، وأقصد هنا أولويات الحياة الشخصية، وأبرزها مسألة الإنفاق المالي وتصريف الأموال، وسياسة الادخار، مما ينتج عنه تعقيدات حياتية غير محسوبة، وضغوط مالية كان بالإمكان تخفيفها أو تفاديها، والنتيجة ضغوطات نفسية، وعصبية ، وصراخ، ومشاكل اسرية كنتيجة غير مباشرة للتخبط المالي الشخصي. وقد تسأل نفسك بعد اسبوع واحد من استلامك للراتب: "أين اختفت أموالي!؟"

قد يعيش الفرد بقناعة أو وهم أن لا حل لمشكلته؛ سوى العيش والتكيف مع الضائقة المالية التي هو فيها، لكن في الحقيقة أن الأمر بيدك، لا أقول أنه سهل، بل هو ممكن، وعلى أقل تقدير يمكن ان تخفف من ضائقتك المالية بنسبة قد تتراوح بين (20% إلى 60%)، أو حسب إدارتك للمال أو الراتب.

لست خبيرا ماليا لأعطيك خطة مالية تتوافق مع راتبك واحتياجاتك، لكن هناك مسلمات لا تحتاج للخبرة، وإنما للتذكير فقط، أمر ربما مر علينا جميعا، لكن لا نعيره الاهتمام، إنه "التخطيط المسبق" وفق الإمكانيات، ووضع أبجديات الإنفاق، يمكنك أن تصنع لراتبك مسارا يسير بك لبر الأمان حتى موعد استلام الراتب التالي، والأهم من ذلك هو "الادخار" لليوم الأسود. ابحث عن طرق بما يتناسب معك وضعك لتقليل الإنفاق الشخصي.

لا تنصاع لهوى نفسك المفاجئ، فمثلا ربما تحدثك نفسك أن تسافر خلال الأيام المقبلة لتايلند، تجاهل ذلك، وضع تلك الرغبة للسنة المقبلة، لسببٍ ما، لأن عليك أن تلتزم بالخطة التي وضعتها، وبسياسة الادخار، فأنت تدخر طوال (11) شهرا، لتقضي "اسبوعين" من الشهر رقم (12) في رحلة ترفيهية وأنت خالي البال من هم الدين أو ضغط المصروفات. لا تقرر بين ليلة وضحاها أن تذهب برفقة العائلة لرحلة لمكانٍ ما يحتاج لبلغ مالي، بل ضع تلك الرحة في جدول زمني لاحق ثم ابدأ في توفير مبلغ لها، وهكذا.

وعلى طارئ المصروفات، قرأت في أحد المقالات المالية بأن على الفرد أن يقسم مصاريفه لثلاثة أقسام، "مصروفات ثابتة" وتمثل أقساط البنك والإيجار والأقساط الثابتة، و"مصروفات جارية" وتمثل وقود السيارة والطعام والحاجات الشخصية، و"مبلغ الادخار".

المهم في الموضوع أن عليك يا اخي صاحب الدخل الضعيف والمتوسط أن تجد تضع في حسبانك أن تبقي قروشا  في جيبك حتى موعد استلام الراتب التي، وتبقي قرشين تضعهما في حساب توفير بنكي، أنصحك يا أخي الذي يعاني من الإفلاس السريع أن تقلل من الإنفاق الغير ضروري، فمثلا لو اشتهيت أن تشرب كوبا من "الكرك" وكنت في جراند مول، فلا تشربه من "بابا روتي" الذي يبيعه بـ"ريالين"، أقترح عليك أن تذهب لصالة المطاعم وتجد أخر مطعم (اللي جنب دورات المياه) واشتري "كركا" من عندهم مقابل (200) بيسة، لتوفر (ريال وثمانمائة بيسة)، أو اذهب لركن الشاي واحتسي كوبك بمائة بيسة +_+.

كن جادا يا مفلس، واقرأ المزيد عبر العم "جوجل"، حدد أهدافك وفقا لميزانيتك وراتبك، ضع خطة تناسبك، والتزم بها، وقيمها إلتزامك بين فترة واخرى، وحتما ستجد نتيجة إيجابية، أقلها أنك لن تصارخ على السائق الآسيوي الذي يقود سيارته في مسار التجاوز بسرعة (40) كلم.


*(هذه ليست نسبة رسمية، وإنما تقدير شخصي بناء على المعطيات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق